ليبيا.. اعتبار جميع البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول مناطق منكوبة
إثر العاصفة دانيال
أصدرت حكومة الوحدة الوطنية، اليوم الاثنين، قرارا باعتبار جميع البلديات التي تعرضت للفيضانات والسيول إثر العاصفة دانيال مناطق منكوبة.
ووجهت الحكومة في بيان، -اطلعت عليه جسور بوست- كل الجهات العامة والمختصة باتخاذ تدابير عاجلة واستثنائية وتسخير كامل إمكاناتها لمواجهة ما لحق بالملكيات العامة والخاصة من أضرار، واختتم بيان الحكومة الليبية بالتوصية بالعمل بالقرار من تاريخ صدوره.
وسبق أن أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، مساء الأحد، عن وفاة شخص ومفقودَيْن اثنين، جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها المنطقة الشرقية.
وقال الدبيبة، في مقطع مصور على «فيسبوك»: «وصلتنا تقارير عن وفاة الحاج عثمان بوخويدم، ومفقودَيْن، وطلبنا من جميع المؤسسات ذات العلاقة المسارعة في توجيه المساعدة والدعم الكامل».
وتعرضت عدة مناطق في ليبيا إلى فيضانات عقب وصول العاصفة "دانيال" من وسط البحر المتوسط إلى شرق ليبيا خلال الساعات الأولى من الأحد، مصحوبة برياح شديدة وأمطار غزيرة، تسببت في جريان الأودية نتيجة السيول الغزيرة التي بدأت في التدفق نحو المناطق المنخفضة والساحلية.
وأطلقت عدة مناطق نداءات للسلطات المحلية للمساعدة في عمليات الإنقاذ وإخراج العالقين من منازلهم.
وانتشرت صور ومقاطع فيديو جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر غرق عدة مناطق سكنية بالمنطقة الشرقية جراء السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى جريان العديد من الأودية في مناطق سهل بنغازي والجبل الأخضر، مثل قرية بطة وتاكنس وعدة مناطق في محيط مدينة المرج وبالإضافة إلى مناطق الجبل الأخضر شحات والبيضاء وسوسة.
وغمرت مياه السيول والأمطار الغزيرة مبنى مركز البيضاء الطبي في الجبل الأخضر شرقي البلاد، بالإضافة إلى عدد كبير من المنازل في مناطق شحات وسوسة وتاكنس والمرج ومنطقة بطة شرقي البلاد.
سوسة مدينة منكوبة
وأعلنت السلطات الليبية مدينة سوسة الواقعة شرقي البلاد، مدينة منكوبة، عقب تعرضها لفيضانات وسيول عارمة جراء العاصفة دانيال المتوسطية التي تضرب منطقة شرق ليبيا.
وقال رئيس بلدية مدينة سوسة الليبية، عبدالحكيم الحاسي، إن "مدينة سوسة أصبحت مدينة منكوبة والفيضانات والسيول اجتاحت المنازل والمقار والمؤسسات"، مؤكداً أن "السيول داهمت البلدية بسبب وقوعها في منخفض بالجبل الأخضر.. الوضع كارثي وخارج السيطرة لكننا نعمل بالإمكانيات المتاحة لدينا".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".